أكّد المنتج المصرى محمد العدل في ندوة مصغرة أقامتها لجنة تحكيم الأفلام الروائية الطويلة في الطبعة الـ11 من مهرجان وهران السينمائي أن «التّجرّد من الانتماءات الواسعة الركن الأساسي في تقييم المنتج بكل شفافية وموضوعية، بعيدا عن المْطن أو الميل أو المعتقد أو أية اعتبارات أخرى»
وأوضح العدل أنّ لجنة التحكيم، بحكم ممارستهم الطويلة، تراعي الظروف الصعبة والمشقات التي قد يقتضيها التصوير، ولاسيما في بلدان الصراعات والحروب، لكن بعيدا عن أي عاطفة وعن أي تحيز في جميع الفروع، مع التركيز على معايير التقييم من مختلف جوانب العمل، إلى جانب الأثر الذي يخلفه المنتج.
ومن ناحية أخرى، قال نفس المتحدث، أنّ»صناعة السينما أو صناعة الأفلام، لم تعد سهلة من الناحية المادية، وهو ما أدى إلى انبعاث ما يعرف بالسينما المستقلة، إلا انه أكد بالمقابل أنّه لا فرق بين البلدان الفقيرة والغنية، وإنما الفرق من حيث التخصص والخبرة.»
وتابع موضحا:
لكل دولة خصوصيتها وظروفها، وإنّ التجربة المصرية الرائدة سينمائيا، تجعلها على نفس المستوى من الأهمية، عكس بعض الدول الغنية ماديا، ولكنها قليلة الإنتاج وضعيفة الإقبال، سواء كانت أفلام أو مسلسلات من كل التصنيفات.
... السينما العربية مطالبة باللحاق بركب السينما العالمية
كما أكّد العدل أنّ الصناعة السينما العربية تمر حاليا بحالة من الكساد، خاصة في ظل تطور الدراما التلفزيونية وتكاثر عدد القنوات المختصة، داعيا في تصريح ل»الشعب»إلى التفكير في السبل والوسائل الجديدة لدفع الصناعة السينمائية والخروج بها من الطابع التقليدي الكلاسيكي، في ظل التطورات الهائلة والمستمرة في مجال مختلف الفنون والعلوم.
وشدّد محدثنا على ضرورة تطوير السينما العربية، واللحاق بركب السينما العالمية في مجال استخدام آلاتﺤﺪﻳﺜﺔ والإيقاع الأسرع والخيال العلمي المتطور والسعي إلى تحقيق التميّز والاختلاف عن الدراما التلفزيونية، معتبرا أنه لا يوجد أي فرق بين الدراما العربية السينمائية والدراما التلفزيونية، ما يجعل المتفرج يفضل الأفلام التلفزيونية، ولا يرهق نفسه في الذهاب إلى شباك السينما.
قال العدل في الأخير: نحن شعب عربي واحد جمعنا الفن كما جمعتنا مجالات الحياة المختلفة، وأعتقد أن مهرجان وهران يقوم بدوره كاملا في تجسيد السينما للواقع، معبرا في الوقت نفسه عن آماله في أن يكون هناك تجمع عربي أكبر مع التركيز على التجارب المتكاملة.